سئلت عن حقيقة أمرك وهل لك لذة حقا؟ لم أجد لهذا الجواب إلا بضع كلمات من ذكرى...
*** ***
يا أيها الطيب أين أنت مني، هل آذيتك بصمتي، أم أني عاجلت بالخصام معك لخصامي فيك.
ما الذي حدث، كيف تعود إلي..؟
اشتقت إلى نار مدفأتك وأنا متدثر بصقيع ذنبي، اشتقت إلى لمستك الحانية التي كنت بها تنتزع مني هموم النهار وتطرد وحشة الليل.
أريدك كالأيام الخوالي تقتحم أحلامي وخيالي، وتتقمص جوارحي وأنفاسي، حتى أعلم أنك أنا وأنت واحد متداخل لا بينونة بيننا ولا خلال، ولكن واحد واحد، أذوب فيك وأملي أن أكون حيث تكون.
أين أنت من فؤادي المفجوع بما آثرته جوارحي من بعدك، أين أنت من أسى أمطرته غيوم قهقهات المتألهين بالدنس، لن أكذب لو قلت لك أن مشاعر الغضب في عروقي تقول إنك لن تعود.. فهل ستعود؟.
أخبرت عنك ايها الطيب أنك لا تفارق محب، وأنك لا تهجر مجد، وهذا ما يخيفني، أني محب ولكن هيهات مني الجد وهيهات..!
حاصرني جلال جمالك فيما مضى وأسكرتني الخلوة بك حتى رأيت العالم صغيرا لا يسع عالمك، أدركت لذة قربك فتضاءلت ما دونها كل لذة في الدنيا.
سمعت صوت هدوئك وعلا على كل صخب الدنيا، وقذف في قلبي المفتون كل معان العشق والهوى. وها هو اليوم أرداني بهجري فما لي من طاقة بعد بعدك. إرجع مرة أخرى، ليلة واحدة، لحظة واحدة، لعلي أدفن فيها كل ما تبقى من جيفة الجسد.
كنت حرا بك، وكان الموت والحياة وجهان من وجهك، أما آن للعبد أن يعتق، وأن يكون موته قيامة لا عدما، وحياته أملا متصلا لا سديما متراكبا.. بالله عليك يا أيها الإيمان عد وابتسم.
شفيق شقير/ابوالحسن